Advertisement

مدينة ازمور : صرخة حقوقية و من يحاسب المسؤولين على التهميش والاقصاء الممنهج

abdelfettah hourch الأحد 15 ديسمبر 2024 - 17:28

مدينة ازمور : صرخة حقوقية و من يحاسب المسؤولين على التهميش والاقصاء الممنهج.

متابعة صحيفة اليوم

بقلم : حسن الحاتمي ناشط حقوفي واعلامي

إن ما تتعرض له مدينة أزمور اليوم يعد انتهاكا صارخا للحقوق التنموية والبيئية والاجتماعية لسكانها، وهي حقوق مكفولة دستوريا وقانونيا. فمن مدينة عريقة لها تاريخ طويل، كانت تضرب بها الأمثال إلى شبه قرية مهملة تستغيث تحت وطأة الفساد وسوء التدبير، حيث أصبحت مدينة أزمور رمزا لمعاناة مدن الهامش في المغرب.
اصبح يعاني نهر أم الربيع، الذي يفترض أن يكون شريان الحياة للمدينة، من إهمال متعمد حوله إلى بركة آسنة بفعل انسداد المصب. ورغم الوعود بإطلاق محطة تصفية المياه، لا تزال الأشغال متعثرة، مما يزيد الوضع البيئي والصحي سوءا.
هذه الجريمة البيئية لا يمكن السكوت عنها، فهي تهدد صحة السكان وحقوقهم البيئية الأساسية.
كذلك انعدام وجود المساحات الخضراء في ظل غياب تام للحدائق والساحات حيث تحولت المدينة إلى فضاء خانق يفتقر إلى أبسط مقومات الترفيه والعيش الكريم، مما يضرب حق السكان في بيئة متوازنة وصحية.
بالاضافة الى انتشار النفايات في كل زاوية من أزقة واحياء المدينة ، مما يعكس الإهمال الصارخ من قبل السلطات المحلية، ويشكل خطرا مباشرا على صحة المواطنين.
كما تعاني المدينة من غياب شبه تام للأنشطة الثقافية والرياضية، مما يترك الشباب في مواجهة الفراغ واليأس، في انتهاك واضح لحقهم في تنمية مواهبهم والمشاركة في الحياة الثقافية والرياضية .
علما ان ازمور انجبت ابطالا في الرياضة ونجوما في الفن والهندسة ورجالا تقلدوا مناصب عليا في الدولة.
لكن فشل المسؤولين في جذب استثمارات حقيقية تنعش الاقتصاد المحلي، أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكل ينذر بالخطر، ودفع الشباب إلى الهجرة أو الوقوع في براثن الفقر والتهميش.
ومن هنا نؤكد على ان رؤساء المجالس السابقون والحاليون وبعض المنتخبون لهم المسؤولية المباشرة عن هذا الوضع المأساوي الذي تعاني منه ساكنة المدينة.
حيث أغرقوا المدينة في مستنقع الفساد وسوء التسيير. فبدلا من تحقيق الوعود الانتخابية، اكتفى المسؤولون بخطابات فارغة، تاركين السكان يواجهون مصيرا مظلما. الأسوأ من ذلك، أن تواصل المواطنين مع المسؤولين بات شبه مستحيل، إذ يشتكي السكان من اختفاء الرئيس وغيابه عن أداء مهامه.
وفي محاولة لطمس الحقيقة، تواجه الأصوات الحرة في المدينة، التي تطالب برفع التهميش وإعادة الاعتبار، بمحاولات ممنهجة لتكميم الأفواه وإخماد أي حركة نضالية مشروعة.
هذه الأساليب تتنافى مع حقوق الإنسان وحرية التعبير التي يكفلها الدستور المغربي..
إن ما تعانيه مدينة أزمور من تهميش وإقصاء منهجي يستدعي تدخلا حاسما من طرف السيد العامل لإنقاذ المدينة من الانهيار الذي يطال كافة جوانب حياتها.
فالساكنة تعلق آمالها على مبادرة عاملية لتحريك عجلة الاقتصاد المحلي وخلق تنمية مستدامة تعيد للمدينة مكانتها وتضمن حقوق سكانها المهملة.
وعلى الجهات الحكومية أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بمحاسبة المسؤولين المتورطين في هذا الوضع الكارثي.
كما أن دور المجتمع المدني والصحافة الحرة بات أكثر إلحاحا للتصدي للفساد المستشري والإقصاء الممنهج الذي يخنق المدينة.
استمرار هذا الإهمال يشكل وصمة عار على المسؤولين الذين تجاهلوا حقوق المواطنين في التنمية والعيش الكريم.
أزمور تستغيث، وآن الأوان لتغيير حقيقي ينصف سكانها ويعيد الاعتبار لهذه المدينة التي تستحق أفضل مما هي عليه الآن.

Advertisement

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

12 يناير 2025 - 0:11

الجامعة تعقد دورة تكوينية تأهيلية لفائدة المدربين

27 ديسمبر 2024 - 23:24

محمد حجي فنان تشكيلي بين العصامية وتطوير الذات

23 ديسمبر 2024 - 19:10

إنتشار ظاهرة تسييج الأرصفة أمام المنازل

23 ديسمبر 2024 - 0:09

ملعب كرة القدم بأولاد امراح: كارثة رياضية في صمت